1. التحدي: “صباحات مليئة بالدموع والتشبث”

جاءت إلينا والدة “لمى” (اسم مستعار)، طفلة تبلغ من العمر 4 سنوات، وكانت على وشك البدء في مرحلة ما قبل المدرسة. كانت لمى طفلة سعيدة واجتماعية في البيئات المألوفة، لكن فكرة الانفصال عن والدتها كانت تسبب لها ذعراً حقيقياً. وصفت الأم صباحاتهم بأنها “معركة يومية من الدموع والتشبث”.

مع اقتراب موعد بدء المدرسة، ازدادت حدة قلق لمى. كانت تطرح أسئلة متكررة مثل “هل ستبقين معي في المدرسة؟”، “هل ستعودين لأخذي؟”، وكانت تعاني من صعوبة في النوم. حاول الأهل طمأنتها مراراً وتكراراً، لكن قلقها كان يزداد قوة، مما جعل الأسرة بأكملها تشعر بالتوتر والقلق بشأن تجربتها المدرسية القادمة.

2. رحلة الدعم: بناء جسر من الثقة خطوة بخطوة

كان هدفنا هو بناء “جسر من الثقة” يمكن للمى أن تعبره بأمان من المنزل إلى المدرسة. ركزنا على استراتيجيات استباقية ومطمئنة:

  • الجلسات الفردية مع لمى: من خلال العلاج باللعب، استكشفنا مخاوف لمى بشكل غير مباشر. استخدمنا الدمى لتمثيل سيناريو اليوم المدرسي، حيث كانت دمية الأم تودع دمية الطفلة وتعود في نهاية اليوم. هذا سمح للمى بمعالجة مخاوفها والتحكم في الموقف في بيئة آمنة. كما قمنا معاً بإنشاء “سوار الشجاعة” – سوار بسيط صنعته بنفسها، تضغط عليه عندما تشعر بالاشتياق لوالدتها في المدرسة ليعطيها “قوة ماما”.
  • جلسات إرشاد الوالدين: كان دور الأم حاسماً. عملنا معاً على خطة واضحة ليوم الوداع:
    1. روتين الوداع: اتفقنا على روتين وداع قصير وثابت (عناقان، قبلة واحدة، وعبارة “أحبك، أراك بعد الظهر!”). الهدف هو تجنب الوداع الطويل والمتردد الذي يزيد من قلق الطفل.
    2. أداة الربط: أعطت الأم للمى “قبلة سرية” في راحة يدها يمكنها “فتحها” عندما تشعر بالوحدة، وهي أداة ملموسة تذكرها بحب والدتها.
    3. التواصل مع المعلمة: تم التنسيق مع المعلمة لتكون جاهزة لاستقبال لمى بحماس وإشراكها في نشاط ممتع فوراً لصرف انتباهها عن لحظة الوداع الصعبة.

3. التحول الإيجابي: من الدموع إلى الابتسامات عند باب المدرسة

كان الأسبوع الأول صعباً كما هو متوقع، لكن بفضل الخطة الواضحة والثبات، بدأ التحول بالظهور:

  • انخفاض مدة البكاء: في اليوم الأول، استمر بكاء لمى لمدة 15 دقيقة بعد مغادرة والدتها. بحلول نهاية الأسبوع الأول، تقلصت هذه المدة إلى دقيقة واحدة فقط.
  • المشاركة في الأنشطة: ذكرت المعلمة أنه بعد أن تهدأ، كانت لمى تنخرط بشكل كامل في الأنشطة وتتفاعل مع الأطفال الآخرين.
  • الوداع بثقة: بعد أسبوعين، حدث التحول الأكبر. ودّعت لمى والدتها عند الباب بعناق سريع وركضت بحماس للانضمام إلى أصدقائها. اختفت الدموع وحلت محلها ابتسامة واثقة.
  • راحة الأسرة: شعرت الأم براحة هائلة. قالت: “كنت أخشى أنني أؤذيها بتركها وهي تبكي. الآن أدرك أنني كنت أمنحها الثقة لتكتشف أنها قادرة وقوية. رؤيتها سعيدة في المدرسة هي أفضل شعور في العالم”.