
بناء الثقة الأكاديمية: رحلة “دانا” من الإحباط في الواجبات إلى حب التعلم
1. التحدي: “كل مساء كان ينتهي بالدموع”
عندما التقينا بوالدة “دانا” (اسم مستعار)، طفلة ذكية ومبدعة تبلغ من العمر 8 سنوات، كانت تصف وقت الواجبات المدرسية بأنه “الكابوس اليومي”. كانت دانا تجد صعوبة بالغة في البدء والمواصلة في أي مهمة دراسية. كانت عملية كتابة بضعة أسطر تستغرق ساعات، وتتخللها نوبات من الإحباط والبكاء، وعبارات مثل “أنا غبية” أو “لا أستطيع فعل هذا”.
كانت والدتها تشعر بأنها عالقة بين دور الأم والمُعلمة الصارمة. كانت المحادثات بينهما مشحونة بالتوتر، وتنتهي غالباً بإحساس الأم بالذنب وإحساس دانا بالفشل. لم تكن المشكلة في قدرات دانا العقلية، بل في ثقتها الأكاديمية المتدهورة، وخوفها الشديد من ارتكاب الأخطاء، وصعوبة في تنظيم أفكارها والبدء في المهام.
2. رحلة الدعم: تغيير العقلية وتوفير الأدوات
كان نهجنا مع دانا يرتكز على محورين: تغيير طريقة تفكيرها تجاه التعلم، وتزويدها ووالدتها بأدوات عملية لجعل الواجبات أقل إرهاقاً.
- الجلسات التعليمية العلاجية مع دانا:
- بناء “عقلية النمو”: كان التحول الأكبر هو تعريف دانا بفكرة أن الدماغ يشبه العضلة، ينمو ويقوى بالممارسة. تبنينا شعار “… بعد”. عندما كانت تقول “أنا لا أعرف كيف أحل هذه المسألة”، كنا نجيب بهدوء “أنتِ لا تعرفين كيف تحلينها… بعد“. هذه الكلمة الصغيرة فتحت باب الأمل والمحاولة.
- تقسيم المهام: تعلمت دانا كيفية تحويل ورقة العمل الكبيرة والمخيفة إلى مهام صغيرة. اتفقنا على حل سؤالين فقط، ثم أخذ “استراحة دماغ” لمدة 3 دقائق للرسم أو الحركة.
- جعل التعلم ممتعاً: ربطنا الواجبات باهتماماتها. بدلاً من كتابة جمل مملة، كانت تكتب قصة قصيرة عن حيوانها المفضل، مما أعاد إشعال شرارة الإبداع لديها.
- جلسات إرشاد الوالدين: تحول دور الأم من “شرطي الواجبات” إلى “مدرب داعم”.
- مدح الجهد والمثابرة: بدلاً من التركيز على “هل الإجابة صحيحة؟”، تعلمت الأم أن تمدح المجهود: “لقد أحببت كيف واصلت المحاولة في تلك المسألة الصعبة!”.
- روتين واجبات إيجابي: قمنا معاً بإنشاء روتين واضح: مكان هادئ ومخصص، وقت ثابت، و”وجبة خفيفة للدماغ” قبل البدء.
3. التحول الإيجابي: من معارك يومية إلى إنجازات صغيرة
لم تختفِ التحديات الدراسية تماماً، لكن طريقة التعامل معها تغيرت بالكامل، مما أدى إلى نتائج ملموسة:
- تلاشي معارك الواجبات: انخفضت مدة ووحدة الصراع حول الواجبات بشكل كبير. أصبح الجو في المنزل أكثر هدوءاً وتعاوناً.
- زيادة المرونة النفسية: أصبحت دانا أقل خوفاً من ارتكاب الأخطاء، وبدأت ترى التحديات كألغاز يجب حلها بدلاً من كونها حكماً على ذكائها.
- استعادة الثقة بالنفس: بدأت تشارك في الفصل بثقة أكبر، وتتطوع للإجابة على الأسئلة. لقد بدأت ترى نفسها كطالبة قادرة ومجتهدة.
- فرحة الأم: قالت والدتها: “كنا نركز فقط على إنجاز الواجب. الآن، نركز على دعم جهد دانا والاحتفال بمثابرتها. الجزء المدهش هو أن ثقتها بنفسها لم تعد فقط، بل تحسنت علاماتها كنتيجة طبيعية. لقد استبدلت الدموع بعبارة ‘لقد فعلتها!'”.