“إذا رتبت ألعابك، سأعطيك قطعة حلوى”. “إذا كنت هادئاً، سنشتري لك لعبة جديدة”. كلنا كآباء وأمهات قد نلجأ إلى هذه الأساليب في لحظات اليأس. والمكافآت المادية قد تنجح بالفعل في تحقيق المطلوب على المدى القصير. لكن على المدى الطويل، ما الذي نعلمه لأطفالنا؟ هل نعلمهم أن السلوك الجيد هو مجرد معاملة تجارية؟ وأن التعاون لا يحدث إلا إذا كان هناك مقابل مادي؟ الخبر السار هو أن هناك طرقاً أقوى وأكثر عمقاً لتشجيع السلوك الإيجابي، طرقاً تبني الدافع الداخلي والاحترام المتبادل بدلاً من الاعتماد على الرشاوى. إليك 7 بدائل فعالة للمكافآت المادية.


 

1. قوة المديح الموصوف

 

بدلاً من قول “أحسنت!” بشكل عام، كن محدداً ووصفياً. المديح الموصوف يخبر طفلك بالضبط ما هو السلوك الذي تقدره، ويساعده على تكراره.

  • بدلاً من: “أنت ولد جيد”.
  • جرب أن تقول: “لقد رأيت كيف شاركت سيارتك الزرقاء مع أخيك عندما طلبها. لقد كان ذلك كرماً كبيراً منك”.

 

2. الاهتمام المركز هو أقوى مكافأة

 

ما يتوق إليه الأطفال أكثر من أي لعبة أو قطعة حلوى هو اهتمامك الكامل وغير المشروط.

  • عندما تلاحظ أن طفلك يفعل شيئاً إيجابياً (يلعب بهدوء، يساعد أخته)، توقف عما تفعله، انزل إلى مستواه، وامنحه 30 ثانية من اهتمامك الكامل. قل له: “أحب الطريقة التي تركز بها في بناء هذا البرج. تبدو فخوراً بعملك”. هذا الاهتمام الإيجابي يعزز السلوك بشكل هائل.

 

3. امنحهم “صلاحيات” ومسؤوليات حقيقية

 

يشعر الأطفال بالقيمة والأهمية عندما يكون لهم دور حقيقي ومساهمة في الأسرة.

  • بدلاً من مكافأة طفلك على مساعدته في ترتيب المائدة، امنحه لقباً دائماً مثل “مدير المناديل” أو “مساعد الشيف الصغير”. الشعور بالمسؤولية والانتماء هو مكافأة داخلية أقوى بكثير من أي مكافأة خارجية.

 

4. عبر عن التأثير الإيجابي لسلوكهم عليك

 

هذه الطريقة تبني التعاطف، حيث يرى الطفل أن أفعاله لها تأثير حقيقي على مشاعر الآخرين.

  • بدلاً من: “شكراً لأنك كنت هادئاً”.
  • جرب أن تقول: “عندما لعبت بهدوء بينما كنت أتحدث على الهاتف، ساعدني ذلك كثيراً على التركيز. لقد شعرت بالراحة. شكراً لك على مساعدتك”.

 

5. احتفلوا بالإنجازات معاً كتجربة مشتركة

 

يمكن أن تكون الاحتفالات ممتعة جداً دون أن تكون مادية.

  • عندما يتقن طفلك مهارة جديدة، احتفلوا بها من خلال نشاط عائلي. يمكن أن يكون الاحتفال عبارة عن “حفلة رقص لمدة 5 دقائق” في غرفة المعيشة، أو السماح له باختيار الفيلم في ليلة الأفلام العائلية، أو القيام بنزهة خاصة إلى الحديقة.

 

6. امنحهم المزيد من الثقة والاستقلالية

 

مع نمو المسؤولية، يجب أن تنمو الثقة الممنوحة للطفل. هذه واحدة من أقوى المكافآت الطبيعية.

  • “لقد أظهرت أنك أصبحت مسؤولاً جداً في ترتيب سريرك كل صباح. أعتقد أنك أصبحت كبيراً بما يكفي لتختار ملابسك للمدرسة بنفسك هذا الأسبوع”.

 

7. ببساطة، قل “شكراً” بصدق

 

في خضم انشغالنا، ننسى أحياناً هذه الكلمة البسيطة والقوية. كلمة “شكراً” صادقة تعترف بجهد الطفل وتظهر له الاحترام.

  • “شكراً لك لأنك ارتديت حذاءك بهذه السرعة. هذا ساعدنا جميعاً على الخروج من المنزل في الوقت المحدد والوصول دون تأخير”.

إن الابتعاد عن المكافآت المادية يتطلب منا وعياً وصبراً أكبر، لكنه استثمار في شخصية أطفالنا. عندما نركز على التقدير، المسؤولية، والاتصال، فإننا نربي أطفالاً لا يتصرفون بشكل جيد فقط ليحصلوا على شيء ما، بل لأنهم يشعرون بالرضا لكونهم أفراداً متعاونين ومحبوبين في أسرتهم.


إذا كنتم ترغبون في استكشاف المزيد من الطرق لتعزيز الدافع الداخلي لدى طفلكم، فإن جلسات “دعم وإرشاد الوالدين” تقدم لكم استراتيجيات مخصصة ومبتكرة. تواصلوا معنا.