“كيف كان يومك في المدرسة؟” سؤال نطرحه بحب وشوق لنعرف تفاصيل عالم أطفالنا، وفي أغلب الأحيان، تأتينا إجابة من كلمة واحدة: “جيد”، “عادي”، أو “لا أتذكر”. نشعر بخيبة الأمل، ونتساءل لماذا لا يشاركوننا المزيد. الحقيقة هي أن هذا السؤال، رغم نوايانا الطيبة، سؤال كبير جداً ومجرد بالنسبة لدماغ الطفل. بعد يوم طويل مليء بالأنشطة والمشاعر، من الصعب عليه تلخيص كل ذلك في إجابة بسيطة. السر لفتح أبواب الحوار لا يكمن في إصرارنا، بل في تغيير المفتاح الذي نستخدمه. إليك فن طرح الأسئلة التي تدعو طفلك لمشاركة عالمه معك.


 

غيّر أدواتك: أسئلة أفضل لمحادثات أعمق

 

بدلاً من السؤال العام، جرب استخدام هذه الأنواع من الأسئلة المحددة والمفتوحة التي تجعل المشاركة أسهل وأكثر متعة.

1. ابدأ بالأسئلة المحددة والملموسة هذه الأسئلة تساعد الطفل على استدعاء ذكرى معينة بدلاً من محاولة تذكر يوم كامل.

  • “ما هي أفضل لعبة لعبتها في وقت الاستراحة اليوم؟”
  • “من الذي جلست بجانبه على الغداء؟ وماذا أكلت؟”
  • “هل قرأت لكم المعلمة قصة اليوم؟ عن ماذا كانت؟”

2. اطرح أسئلة تثير المشاعر والآراء هذه الأسئلة تظهر أنك تهتم بعالمه الداخلي، وليس فقط بجدوله الزمني.

  • “ما هو الشيء الذي أضحكك بصوت عالٍ اليوم؟”
  • “هل حدث شيء اليوم جعلك تشعر بالفخر بنفسك؟”
  • “من هو ألطف شخص كان معك في الفصل اليوم؟ ولماذا؟”

3. استخدم “بدايات القصص” الخيالية أحياناً، أفضل طريقة لمعرفة الواقع هي من خلال الخيال. هذه الأسئلة الممتعة تزيل الضغط وتطلق العنان للإبداع.

  • “إذا كان بإمكانك أن تكون المعلم ليوم واحد، ما هو أول قرار ستتخذه؟”
  • “تخيل أن حيواناً أليفاً زار فصلكم اليوم، ماذا كان سيحدث؟”
  • “أخبرني عن شيء تعلمته اليوم تعتقد أنني لا أعرفه.”

4. شارك من يومك أنت أولاً الحوار هو طريق باتجاهين، وليس تحقيقاً.

  • ابدأ بمشاركة قصة بسيطة وموجزة من يومك أنت. “حدث معي شيء غريب في العمل اليوم، اضطررت للبحث عن قلمي لمدة 10 دقائق ثم وجدته فوق أذني!”. هذه المشاركة البسيطة غالباً ما تشجع الطفل على تذكر ومشاركة قصة من يومه هو أيضاً.

5. انتبه للتوقيت والمكان اللحظة التي يخرج فيها الطفل من باب المدرسة قد لا تكون أفضل وقت للحوار. غالباً ما يكون دماغه مرهقاً ويحتاج إلى فترة راحة.

  • جرب طرح هذه الأسئلة في أوقات أكثر هدوءاً:
    • أثناء تناول وجبة خفيفة بعد الظهر.
    • في السيارة في طريق العودة إلى المنزل (حيث لا يكون هناك تواصل بصري مباشر، مما يقلل الضغط).
    • قبل النوم مباشرة، فهذه غالباً ما تكون اللحظة التي يشعر فيها الأطفال بالأمان والرغبة في المشاركة.

إن تغيير طريقة طرحك للأسئلة هو أكثر من مجرد حيلة للحصول على معلومات. إنه يرسل رسالة قوية لطفلك مفادها: “أنا أهتم بالتفاصيل الصغيرة في حياتك. مشاعرك وآراؤك مهمة بالنسبة لي”. وهذه الرسالة هي أساس علاقة قوية ومفتوحة تدوم مدى الحياة.


التواصل العميق مع أطفالنا هو أحد أكبر متع التربية. إذا كنتم ترغبون في تعلم المزيد من الأدوات لتقوية الحوار في أسرتكم، فإن جلسات “دعم وإرشاد الوالدين” تقدم لكم مساحة لاستكشاف هذه المهارات. تواصلوا معنا.