
أكثر من مجرد شقاوة: كيف ساعد التنظيم “خالد” على التركيز والنجاح مع ADHD؟
1. التحدي: “فوضى مستمرة ومعارك يومية”
عندما جاءت إلينا أسرة “خالد” (اسم مستعار)، طفل مبدع وحيوي يبلغ من العمر 7 سنوات، كانوا قد وصلوا إلى مرحلة الإرهاق. كان خالد قد تم تشخيصه حديثاً باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD)، وكانت حياتهم اليومية عبارة عن سلسلة من التحديات.
في المنزل: كانت الفوضى هي السمة السائدة. البحث عن الحذاء المفقود كل صباح، نسيان كتب الواجبات في المدرسة، وبدء المهام دون إكمالها أبداً. وصفت والدته الواجبات المدرسية بأنها “معركة تستمر لساعتين وتنتهي بالدموع”.
في المدرسة: كانت معلمته تصفه بأنه “ذكي لكنه لا يركز”. كان يجد صعوبة في البقاء جالساً، يقاطع زملاءه، وغالباً ما يفقد تركيزه في منتصف الشرح. نتيجة لذلك، بدأ تقديره لذاته يتأثر، وبدأ يصف نفسه بأنه “غبي” أو “سيء”. كان الأهل قلقين جداً على مستقبله الأكاديمي وصورته عن نفسه.
2. رحلة الدعم: بناء “هياكل داعمة” للدماغ المبدع
بدلاً من محاولة “إصلاح” خالد، كان نهجنا هو فهم طريقة عمل دماغه الفريدة وبناء “هياكل داعمة” (Scaffolding) حوله لمساعدته على النجاح.
- جلسات إرشاد الوالدين (الدور الأساسي): كان تمكين الأهل هو حجر الزاوية في الخطة. عملنا معهم على تطبيق استراتيجيات عملية وملموسة في المنزل:
- إنشاء “منصة الإطلاق”: خصصنا مكاناً واحداً بجوار الباب يحتوي على كل ما يحتاجه خالد للمدرسة (الحقيبة، الحذاء، المعطف). أصبح هذا المكان هو المسؤول عن “تذكر” الأشياء بدلاً من خالد.
- الروتين البصري والمؤقتات: قمنا بتصميم جدول بصري بسيط لروتين الصباح والمساء. أصبح استخدام المؤقت البصري (“بقي 10 دقائق من وقت اللعب”) أداة أساسية لتسهيل الانتقال بين الأنشطة.
- تقسيم المهام: تعلمت الأم كيفية تحويل مهمة “أنهِ واجبك” إلى خطوات صغيرة: “أولاً، سنحل مسألة الرياضيات هذه فقط”. الاحتفال بإنجاز كل خطوة صغيرة أعطاه دفعة من التحفيز.
- الجلسات التعليمية العلاجية مع خالد: في جلساتنا، ركزنا على بناء مهاراته بطرق ممتعة. لعبنا ألعاباً تتطلب التركيز لفترات قصيرة ومتزايدة، وتعلمنا تقنيات تهدئة بسيطة مثل “تنفس البطل الخارق”، والأهم من ذلك، ركزنا على نقاط قوته مثل إبداعه وطاقته اللامحدودة.
3. التحول الإيجابي: هدوء في المنزل وثقة في المدرسة
لم تكن التغييرات سحرية، بل كانت نتيجة للاتساق والصبر، لكنها كانت عميقة:
- صباحات أكثر هدوءاً: مع وجود “منصة الإطلاق” والروتين البصري، اختفى التوتر الصباحي والبحث عن الأشياء المفقودة بنسبة كبيرة.
- إنجاز الواجبات بأقل صراع: أصبحت جلسات الواجبات المدرسية أقصر وأكثر فعالية، مع استراحات حركة مخطط لها.
- تحسن ملحوظ في المدرسة: ذكرت المعلمة أن خالد أصبح أكثر قدرة على البدء في مهامه وإكمالها، وأصبح يستخدم الأدوات التي تعلمها ليعيد تركيزه.
- استعادة الثقة بالنفس: كان هذا هو التحول الأهم. توقف خالد عن وصف نفسه بصفات سلبية. قالت والدته: “لقد توقفنا عن محاربة دماغه وبدأنا بالعمل معه. التغيير كان مذهلاً. أصبحنا نرى ابننا المبدع والذكي، وليس فقط تحدياته. لقد استعدنا الهدوء في منزلنا، واستعاد هو ثقته بنفسه”.