كلماتنا كآباء وأمهات لها قوة هائلة؛ إنها تبني أو تهدم، تشجع أو تحبط. الكلمات التي نستخدمها مع أطفالنا لا تصفهم فقط، بل تساعدهم على تكوين صورتهم عن أنفسهم. هذه الكلمات تصبح صوتهم الداخلي الذي سيوجههم طوال حياتهم. في خضم انشغالنا اليومي، قد ننسى أحياناً أن نقول الأشياء التي تغذي أرواحهم حقاً. إليك 5 عبارات بسيطة ولكنها قوية جداً، عندما تدمجها في حوارك اليومي، فإنها تعمل كفيتامينات لثقة طفلك بنفسه.


 

1. “أنا أثق بك”

 

هذه العبارة هي واحدة من أقوى الرسائل التمكينية التي يمكنك إرسالها لطفلك. إنها تقول له: “أنا أؤمن بقدراتك وبحكمتك”. عندما تمنح طفلك ثقتك، فإنه يبدأ في تعلم الثقة بنفسه.

  • متى تقولها؟ عند إعطائه مسؤولية جديدة مناسبة لعمره (“أنا أثق بك في أن تطعم السمكة اليوم”)، أو عندما يتخذ قراراً صغيراً (“أي قصة تختارها ستكون رائعة، أنا أثق بذوقك”).

 

2. “أحب أن أراك وأنت…”

 

هذه العبارة هي بديل أعمق وأكثر فعالية من “أحسنت!”. إنها لا تركز على نتيجة عمله، بل على استمتاعك بمشاهدته وهو يمارس شغفه وينغمس في نشاطه. إنها تقول له “أنا أستمتع بوجودك، وليس فقط بإنجازاتك”.

  • متى تقولها؟ عندما تراه مستمتعاً ومنغمساً في نشاط ما. “أحب أن أراك وأنت تبني بالمكعبات بتركيز شديد” أو “أحب أن أسمعك وأنت تغني أغنيتك المفضلة”.

 

3. “لقد ارتكبت خطأ، وأنا آسف”

 

قد تبدو هذه العبارة عنك أنت، لكنها في الحقيقة درس لا يقدر بثمن لطفلك. عندما تعتذر، فأنت تعلمه التواضع، المسؤولية، وأن الجميع يرتكبون الأخطاء، وهذا أمر طبيعي. أنت تمنحه الإذن بأن يكون غير مثالي.

  • متى تقولها؟ عندما تخطئ حقاً. إذا فقدت أعصابك أو كنت غير منصف. “لقد رفعت صوتي عليك، ولم يكن ذلك صحيحاً. أنا آسف جداً”.

 

4. “لقد كان ذلك صعباً، وأنا فخور بأنك لم تستسلم”

 

هذه العبارة هي المفتاح لبناء المرونة النفسية وعقلية النمو. أنت لا تمدح الموهبة الفطرية، بل تمدح الجهد والمثابرة، وهما شيئان يمكن للطفل التحكم فيهما.

  • متى تقولها؟ بعد أن يكافح طفلك في مهمة ما، بغض النظر عما إذا كان قد نجح في النهاية أم لا. بعد مسألة حسابية صعبة، أو لغز استغرق وقتاً طويلاً، أو حتى بعد خسارة في لعبة.

 

5. “ما هو رأيك؟”

 

عندما تطلب رأي طفلك، فإنك ترسل له رسالة قوية: “أنت فرد مهم في هذه الأسرة. أفكارك وآراؤك لها قيمة”. هذا يبني شعوره بالانتماء والأهمية.

  • متى تقولها؟ في القرارات العائلية البسيطة. “نحن نفكر في الذهاب إلى الحديقة أو الشاطئ يوم السبت. ما هو رأيك؟” أو عند حل مشكلة: “حقيبتك المدرسية ثقيلة جداً. برأيك، كيف يمكننا أن نجعلها أخف؟”.

هذه العبارات هي أكثر من مجرد كلمات؛ إنها رسائل حب وثقة واحترام. استخدامها باستمرار ينسج شبكة أمان عاطفية قوية لطفلك. تذكر، الكلمات التي تقولها لطفلك اليوم ستصبح صوته الداخلي غداً. فلنجعل هذا الصوت صوتاً واثقاً، مرناً، ومحباً.


الكلمات التي نستخدمها مع أطفالنا تشكل عالمهم. إذا كنتم ترغبون في تعلم المزيد حول قوة التواصل الإيجابي، فإن جلسات “دعم وإرشاد الوالدين” تساعدكم على بناء علاقة أقوى وأكثر دعماً مع أطفالكم. تواصلوا معنا.